امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأربعاء، 4 يوليو 2018

المحاضرة السادسة- الامن التكويني الفعال


المحاضرة السادسة

الامن التكويني الفعال

  ويقصد بالأمن التكويني:
ما يتم اتخاذه من إجراءات من اجل التفوق والوصول الى الجاهزية العليا من خلال التركيز على كل ما هو إيجابي وتقويم تصرفات الافراد من خلال التعلم والتدريب للمهارات وكسب الخبرات ومن خلال المزاوجة بين ما هو نظري وعملي، وان الأصل في التكوين الأمني هو الوصول الى التكوين الاجتماعي من خلال اعلاء القيم المتعلقة بالوظيفة وتحقيق اعلى درجات الانسجام والتوافق مبني على اساس الوجود الحتمي للاختلاف.  
يعني التكوين فيما يعنيه عملية الايجاد والتشكيل وفق معطيات معينة (خطة معينة) للحصول على مخرجات بمواصفات خاصة معدة للعمل في أماكن واجواء خاصة مبنية على رغبات حقيقية يبديها اشخاص معينين تؤخذ كأساس في عملية تشكيلهم من حالة الى أخرى.
ان عملية تحويل الافراد المشمولين من افراد عاديين بناء على رغباتهم وارداتهم الى مختصين بمجال معين وصولا الى الاحتراف ليس لجميعهم بل للبعض منهم ومن ثم كشف مهارات ومواهب البعض  لغرض تنميتها سواء كانت إدارية او فنية او شخصية او ذهنية او جسمانية تسمى هذه العملية بعملية التكوين وفي مجال العمل الأمني بعملية التكوين الأمني.
وأساس التكوين هو التدريب الأساسي او المكمل ولا يدخل في عملية التكوين موضوع  العمل او التدريب  التطويري المتعلق بأداء وظيفة معينة أي كان نوعه (ليس المقصود منه التدريب العملي) الا اذا كان هذا العمل التطويري موجود في اصل خطة الاعداد والتكوين وان تقوم به نفس الجهات التي قامت بعملية الاعداد، لان العمل التكويني في الاصل من اختصاص المؤسسات التدريبية والتعليمية والعمل التطويري من اختصاص مؤسسات العمل وفي حالات يمكن الجمع بين الموضوعين بوجود قيادة او ادارة امنية ناجحة تعمل لإيجاد قواسم مشتركة بين التعلم والنواحي الاجتماعية ومتطلبات الوظيفة الأمنية وفق أساس تنموي.
ولما كان العمل التطويري جزء مهم من اعمال خدمة الامن استمرت القيادات والإدارات الأمنية على اعتباره جزء مكمل لعملية العمل التكويني لان اعمال خدمة الامن تمتاز بالاستمرارية ويصعب معها فصل عملية التكوين عن عملية التطوير للتفاوت الحاصل في إمكانيات الافراد العاملين في الأجهزة الأمنية  وما يظهروه من اعمال اما ان تحسب لهم او عليهم والحكم الفصل في الموضوع هو ما يحصلون عليه من تقييم خلال عملية التكوين والتطوير.
وتمر عملية التكوين بمراحل عديدة حتى تعطي نتائج ملموسة واهم هذه المراحل: -
1- التخطيط: وفي هذه المرحلة يتم وضع الخطط لغرض استقبال وتدريب مجموعه معينة من الافراد من اجل تهيئتهم للعمل في الأجهزة الأمنية من خلال اشتراكهم بالتدريب الأساس وان خطة قبول الافراد يجب ان تكون مفصلة وتحتوي على جميع العناصر اللازمة لإنجاحها.
2- التطبيق على ارض الواقع: حيث يتم تطبيق مناهج خطة التدريب على ارض الواقع ومن ثم معرفة مدى تجاوب الأشخاص المعنيين بها.
3- التقييم: بعد قطع أشواط من عملية التدريب يجري تقييم موضوعي لكل شخص لبيان مدى استفادته من مناهج خطة التدريب حيث يتم بعدها استبعاد العناصر التي لم تظهر تفاعل واضح مع مفردات الخطة وقد يصار على عزل هؤلاء الافراد لغرض القرار على زيادة  عدد الساعات المخصصة لتدريبهم.
4- إعادة التصحيح والتوجيه: وقد يشمل جماعة معينة من خلال اعادة توجيه ما يتحصون عليه من مهارات وخبرات في الاتجاه الصحيح.
5- التصفية والغربلة: ويتم في هذه المرحلة استبعاد العناصر غير المؤهلة وقطع التدريب عنها وخاصة عند اظهارهم الامتعاض والتذمر والتشكي وعدم اطاعتهم الأوامر او فشلهم في الحصول على علامات النجاح المطلوبة في الاختبارات التي تجري لهم في نهاية عملية التدريب التي تحصل في المؤسسات التدريبية.
6- التدريب المتمم(التكوين المتجدد): حيث يصار في بعض الحالات إعطاء برنامج تدريب متمم للأفراد حسب مكان العمل وقد لا تقوم به نفس جهة التدريب الأساس، وعلى سبيل المثال: حصلت الموافقة على تدريب (100) شخص للانضمام الى اعمال خدمة الامن في المؤسسة العسكرية وتم توزيعهم على قيادات الأسلحة بمعدل (10) لكل قيادة مثل قيادة القوة الجوية او قيادة القوة البحرية او العمليات الخاصة، ان طبيعة الاختلاف في عمل القيادات يتطلب اشراك كل مجموعة بدورة تكوين جديدة حسب طبيعية وخصوصية كل قيادة وطبيعة عملها وما فيها من معدات واسلحة.
7- التطوير: وعملية التطوير قد تكون بشكل مباشر بعد التدريب الأساس والمتمم وقد تقوم به جهات تدريبية مختصة او ان يحصل اثناء العمل ولفترات طويلة وقد لا ينتهي حتى نهاية عمل اولئك الافراد في مجال اعمال خدمة الامن.
 وبشكل عام يمكن القول ان الامن التكويني يستند على فكرة ملاحظة وتقييم وتقويم السلوك التنظيمي للأفراد من خلال متابعتهم في كيفية اداؤهم للأعمال الموكلة بهم وبما يتمتعون او يمتازون او يتمايزون به من مهارات عقلية وجسمانية، أي ربط التصرفات البدنية والجسمية بالحالة الفكرية او التخيلية لديهم وسرعة تصرفهم وتعاطيهم لللمتغيرات التي تحيطهم وبما يحصل معهم في اشد الحالات تعبا او اجهادا.
ان ما يقوم به الجهاز الأمني في موضوع الامن التكويني يهدف الى:-
1- تحديد سلوك الافراد داخل وخارج الجهاز الأمني.
2- تنمية القدرات وتعلم المهارات واكتساب الخيرات(تنمية الدوافع).
3- التعاون بين افراد الجهاز الأمني.
4- ايجاد البرامج التكوينية.

ويواجه الامن في بعض الدول انتكاسة حقيقية مرده عدة أسباب بعد تجاوز موضوع الفساد المالي والإداري وسوء التخطيط وضعف الإدارة وقلة الموارد وفشل المؤسسات الأمنية التدريبية في تقديم برامج حقيقية وغيرها من أسباب، هو الابتعاد عن الامن التكويني فبدل من ان يتم استقطاب عناصر جيدة للعمل في مجال العمل الأمني يجري توظيف كل نطيحة ومتردية وزجهم في هذا المجال الحساس فبدل من ان يقدم العاملين في مجال العمل الأمني اقصى ما عندهم وإظهار محبتهم للعمل الأمني يتحول الموضوع الى عملية البحث عن مكاسب الوظيفة ومن ثم استغلالها أبشع استغلال ناهيك على ان بعض العاملين في الأجهزة الأمنية حصلوا عليها عن طريق الرشا والمال السياسي والمحاصصة،  فهم مجرد ارقام ولنا عزاء في ذلك في قول شاعرنا السموأل في رائعته:
      إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ                          فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
         
     وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها                     فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
         
    تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا                                               فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق